نظرت إليها بعيون توشك على الأنهيار وصوت مرتعش كأنها أدخلتها تلقي محاضرة دون تحضيرًا لها
وأسردت إليها اسئله كثيرة، أين ذهب الدفئ يا أمي، لما لاأجده حولنا، لما صار السقيع ينهش أجسدنا، أين عائلتنا، ولم تجد الرد المناسب على تلك الاسئلة.
لقد زرعنا في ارض بوار وحصدنا بعض السفهاء الطامعين في حياتنا، وناشدنا اخوتنا ولم نجد سوا قلوبًا ملائتها الخوف
من الاقتراب أو المساعده، كأننا خلقنا بلا عائلة بلا سند.
حين يقتربوا يكون فضولًا وحين يبتعدوا يكون خوفًا منا على حياتهم
يحكي لي ان عائلتنا منذ قرون وهم يزرعون الجفا ويحصدون الكر اهية والتخلي
يحكي إلى الا احاول واوقف محاولاتي في الإصلاح فتلك ارض فات زمن تخصيبها منذ سنوات
يحكي وفي الحكايا وجدتني وحيدة جدااا ومهشمه احتاج لاشخاص من دمي ولكني كلما حاول قلبي التحدث اسكتني عقلي بكلامهم وتجريحهم السابق وخذلانهم.
حدثتني جدتي ذات يوم ان الاهل دفئ وان لم نشأ وجودهم، وأن انتظار السند لايكون من رجل غريب بل من اخوه واخوات، واهل وعائلة، ليتك كنتِ معانا جدتي لـــ تري بعينك ولكن أيضا اخاف عليكِ من الموت قهرًا وحزنا لا مرضًا، اخاف عليكِ من القلوب القاسيه والجاشعة.
حكت جدتي ذات يوم لــ أمي ان عوض الله يأتي لا محاله، ولكن لا تعطي الأمان الكامل لبشر بل اجعلى نفسك ويقينك بالله، حين سألتها امي عن الجواز والحب اسردت قائله ان المرأة هي المعيار لكل رجل وهي أساس كل شيء وهي الحكم وإذا تنازلات ستستمر في التنازل بلا توقف اما هو فــ سينسي ذلك، الرجل غرائزي وان كان يحب، الرجل متطلب ولو كان متواضع، الرجل يغفر له وان كان خاطئ، اما انتي فلا تنسي لنفسك حتى لو لم يعلم مجتمعك شيء، فصدقت جدتي وكذبت كل الكتب والحكايات الاخري.
سألتني صديقة ما الذي اخطأنا فيه حتى يقابل الحب بالجفا والشوق بالحرمان؟
تعيد قصتها وتعيد قصتي وتبذل جهدا في محاوله كشف الخطأ
صديقتي لم يكن يوما الخطأ مننا ولكنه كان في مخيلتنا البريئة في مجتمع لم يقبل بنا كما نحن
ليس الخطأ في قصصنا الخطأ دائمًا يأتي حين نسرد ونختزل كم مهول من المشاعر في عبارات قصيرة لن تشرح لنا ولا لـــ أحد شيء، الخطأ ليس بنا، الخطأ في عقول بشر تعيش تحت مسمي مجتمع ليس انساني...